♥♥ بيروت ♥♥
إلى رملِ بيروتَ أهدي سلامي
إلى شاطـــــئٍ مخمليِّ القوامِ
إلى صخرةٍ تستميلُ البرايا
كحَجِّ الفراشـــــاتِ صوبَ الضرامِ
إلى وردةٍ ليسَ مثلَ شـــــذاها
شذىً يمــلأ الأفقَ رغم الزحام
وروشتُها سَكِرَتْ قُرْبَ شطٍّ
تسامى على ترَّهات الخصام
وفيها وديعُ شدا أغنياتٍ
عِذابٍ لِطافٍ لأرضِ الشآمِ
وغنَّى لعصفورةٍ أعجزتْ صا
ئديها فأبقوا جميعَ السهام
ِ
وعاشقةُ الوردِ قُربي تهادتْ
وناصيفُ يُزْكي عليَّ هِيامي
فيبرئني لحنُهُ من شرودي
ويقذِفُني في دروبِ الغرام
وفيروزُ تشدو بأحلى الصباحا
تِ تُسكِرنا من صوتها كمُدامِ
(يا حجل صنين بالعلالي يا حجل صنـين يا غرامــي)
(خَبِّر الحلوين على حالي خبر الحلوين عن سقامي)
وأقسمُ أني أحبُّكَ مُلحمُ
بوركتَ موسقةً كالضِّرام
تروحُ وترجعُ فوقَ الزهورِ
وتشمخُ في عزَّةٍ كالحُسامِ
وتلك الحمامةُ فوقكَ رفَّت
هنيئاً لها بينَ كلِّ الحمامِ
وذاكَ البهي أصيلُ المرابِعِ
غسانُ يا خالداً كالهُمام
ِ
صلبتَ البرايا أمامَ شُموخٍ
لكم شاقني أن أراهُ أمامي
ببترا تغني كأنك نسرٌ
وفيروزُ تختالُ ضِدَّ الأنام
أعدتم إلينا بها صرحَ مجدٍ
وتاريخَ عزٍّ لقومٍ عِظام
ِ
وفينيقُ يا رمزها كم تجلى
بأجنحةٍ حُرَّةٍ فوقَ هامي
يجرجرُ أذيالهُ من فخارٍ
ويفرُشُ أرياشَهُ في سلامِ
وها هم يعيدون مجدَ جنوبٍ
تراباتُه عسجدٌ من رِهام
ِ
فأشرقَ في أفقِهِ يتجلى
أبا الهادِ يبدو كبدرِ التَّمام
وأصفرُ راياتِه يتعالى
بخفقٍ يهيبُ بسودِ الغمام
ِ
ألا أقبلي واهطلي نصرَ أُسْدٍ
لتجلي بهِ ظلمةً في (الخيام
فكانَ لنا هديةً لا تضاهى
وكان لهم ميتةً كالزؤامِ
أ صهيونُ حِذْراً فإن بلادي
تعجُّ بقاماتنا كالسِهام
ِ
وفينا فتىً شامخٌ ليس يُثنى
عمامتُهُ بارقٌ في الظلام
ِ
وذمَّتُه بالوعودِ .. أحاطتْ
بصدقِ البَرِيّةِ، نعمَ الذِّمام
ِ
سيوردكم منزلاً من حميمٍ
إذا غرَّكم طائرٌ من رُغامِ
وفيها نخبئُ فصلاً جديداً
ألا إنه نُذرُ فصلِ الخِتام
Lilyan