أخي أختي في الله
هاقد اقترب شهر رمضان على ثلثه الاخير فماذا أحضرنا لهذه الايام
العشر الأواخر.. الفرصة الأخيرة
لأمر ما اختص الله العشر الأواخر من رمضان بخير وفضل عظيم.. لعله يكون رفعاً لهمم أصحاب العزائم أكثر.. أو أنه فرصة جديدة للتعويض لمن أبطأ في أول الشهر ولم يجتهد.. أو لأن بها ليلة القدر ذات الشرف العظيم والمنزلة الكبرى.
والعشر الأواخر من أحب الأيام إلى الله ففيها يضاعف أجر العبادة، وينزل فيها الرحمات، ويعتق الرقاب، ويدخل عباده في رحمته، وفي آخرها ينظر إليهم ومن نظر إليه لا يعذبه أبداً.
اجعل قدوتك النبي:
فإذا ما حلت عليك ليلة العشرين من رمضان فخذ الأمر بعزم ولك في عزم النبي –صلى الله عليه وسلم- قدوة: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر". صحيح.
أحيا الليل: قائماً مصلياً قانتاً، متضرعاً إلى ربه، متقرباً إليه بالطاعة، ساهراً الليل يتلو ويرتل ويسبح ويذكر ويسأل ربه العفو والمغفرة.
أيقظ أهله: يشهدون الخير ويتعرضون لرحمات ربهم وسحائب مغفرته ورضوانه، ويستغفرون لهم ولمن من أصلابهم، ويستلهمونه عمل الخير وخير العمل.
جد وشد المئزر: شمر عن ساعديه ولم يضيع دقيقة أو يفوت لحظة.. يجتهد للعمل ولا يعرف الكسل يصلى طوال الليل، ويتمنى بقاء رمضان بلا انتهاء.
فهلا اقتفيت نهج النبي –صلى الله عليه وسلم- إحياء وإيقاظاً وجداً؟!
الاعتكــاف.. سنة وتربية:
"كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان عشر أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً". صحيح.
قال أحد التابعين: مواظبته –صلى الله عليه وسلم- على الاعتكاف تدل على أنه من السنن المؤكدة، وأعظم ما تستثمر به أوقات العشر دخول مدرسة الاعتكاف، لكي تربى النفس وتهذب الروح ويخلو القلب ويفرغ من سوى الله، ولا يعكف إلا على مصحف أو آية أو نافلة أو فريضة يتم بها الأجر ويتمم بها الثواب.
ويقول ابن رجب: معنى الاعتكاف وحقيقته هو قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق. فادخل في الاعتكاف ولو يوماً واحداً ولو ساعات تعتزل مع ربك.. منقطعاً إليه.. راغباً فيه.. بعيداً عن لهو الدنيا وصخب الحياة.
واجعل شعار العشر الأواخر: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.
النعيم الخفي:
أحلى الأوقات عند الأجير وقت نهاية العمل، وقبض الأجر فيشعر أنه أخذ الجزاء على قدر عمله، وأن كده وتعبه وكدحه لم يضع هباءً منثوراً.. والله وعد عباده بالمغفرة: "إذا كانت آخر ليلة من رمضان غفر الله لهم جميعاً، فقال رجل من القوم: هي ليلة القدر يا رسول الله؟ قال: لا، ألم تر أن العمال يعملون فإذا فرغوا وفوا أجورهم". ثم زادهم بأن جعل لهم نعيماً مخفياً لا يعرف به أحد.. وهو سبحانه يعلم وقته وهذا النعيم هو "ليلة القدر".
لكنه أخفاها ليجتهد المجتهدون، ويتنافس المتنافسون، ولتتقطع القلوب شوقاً إلى إصابتها، والوقوف على ليلتها، والجأر إلى الله بالعمل الصالح فيها.
ووعد النبي –صلى الله عليه وسلم- بالغفران لمن قامها مؤمناً محتسباً: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". صحيح.
فلا تضيع هذه الليلة وتجعلها كغيرها من أيام عمرك.. فهي ليلة واحدة بها النعيم والفوز برضوان الله وبجنات عرضها السماوات والأرض.
ليلة القدر:
ليلاجتهد العلماء في تفسير اسم الليلة وهذه بعض تفسيراتهم:
- سميت بذلك لأن من لم يكن له قدر يصير في هذه الليلة ذا قدر إذا أحياها.
- لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة.
- لأن الله تعالى قدر فيها الرحمة على المؤمنين.
- لأن الله ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة.
- لأن الله أنزل فيها كتاباً ذا قدر على رسول ذي قدر على أمة ذات قدر.
عن كان عمرك قد ضاع من قبل فاستدرك كل عمرك في هذه الليلة، وإن كنت محسناً فيما مضى فزد إحساناً هنا.. في ليلة واحدة.. في ساعات معدودة.. فلا تضيعها.
أرجو الفائدة للجميع
Lilyan