عيد الفطر المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
العيد
جرت العادة ـ منذ أن كانت الخليقة ـ أن يحتفل الإنسان بـ(عيد) يكرس فيه فرحته وابتهاجه، وقرر أن ينسب هذا (العيد) إلى موسم من مواسم الجذل والبهجة، فاختار (عيد الربيع) و(عيد الشتاء) وكان (عيد المهرجان) و(عيد النيروز).
ثم وجد أنه أفضل من أن يتواضع لمشاطرة الطبيعة، فيبتهج كلما ابتهجت الأرض، ويكتئب إذا اكتئبت الأرض، فجعل ينحت من أسماء الآلهة المزعومة أعياده، فكان عيد (أودونيس) وعيد (باخوس) عيد لهذه الآلهة وعيد لتلك الآلهة.
وجائت الأديان، فسحقت العبادات الوثنية، وانهارت الأعياد الوثنية معها، وأنشأت أعياداً أُخر، فنشط (عيد الميلاد) وعيد (الفصح) وعيد (جميع القديسين) و(خميس الجسد).
وفي كل قطر نجد أعياداً خاصة به وبشعبه، ناتجة عن أفكار واتجاهاته، ولكننا نستطيع أن نلخص الأعياد لجميع الأمم الحية والغابرة والطالعة في جملتين:
1ـ أعياد مادية تحيي ذكريات انتصارها، كـ (عيد الحرية) و(عيد النصر) وأعياد وطنية، وأعياد قومية.
2ـ أعياد فكرية، تنسب إلى أمور جديرة بالاهتمام، لتشجيعها والفات النظر إليها، كـ (عيد الطفل) و(عيد الأُم) وأعياد الإبطال، والمناسبات، غير العسكرية.
فما هي أعياد الإسلام؟
إن أعياد الإسلام، هي انتصاراته، ولكن ليست تلك الانتصارات التراثية والتاريخية، وإنما هي الانتصارات الحية الخالدة، التي يعيشها المسلمون اليوم وحتى الأبد، كما عاشها المسلمون في أيام الرسول صلى الله عليه وآله.
لان الإسلام يرى إن الإنسان وجد على وجه الأرض، ليؤدي دور مصارعة مع الشيطان، مدته منذ بلوغه الشرعي حتى موته، لينطوي إلى الآخرة لاستيفاء مكافئته على فوز المعركة أو خسارتها.
فالعدو الوحيد للإنسان هو الشيطان ـ وأما ما سواه فشبيه العدو ـ وصراع الإنسان مع الشيطان، طويل يدوم طول حياته الواعية، ومستمر يظهر في كل نأمة وكِلمَة فالانتصار على هذا العدو، انتصار يستحق إن يبتهج به المسلم ـ في رأي الإسلام ـ وأما الانتصارات الأُخر، فإنها تافهة، لا يقدرها الإسلام بما يساوي الحزن أو الفرح، لأن الإنسان أغلى من المادة، ولم يخلق لهذه الحياة، حتى يعيشها بالأفراح والأحزان (لكيلا تحزنوا على فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم) فمباهج الحياة، لا تسوى إن يفرح بها الإنسان، أو يحزن، وإنما يجدر بالإنسان أن يفرح إذا ربح المعركة، في صراعه مع الشيطان، ويحزن إذا خسر المعركة في صراعه مع الشيطان. (قل بفضل الله، ورحمته فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون).
بسم الله الرحمن الرحيم
العيد
جرت العادة ـ منذ أن كانت الخليقة ـ أن يحتفل الإنسان بـ(عيد) يكرس فيه فرحته وابتهاجه، وقرر أن ينسب هذا (العيد) إلى موسم من مواسم الجذل والبهجة، فاختار (عيد الربيع) و(عيد الشتاء) وكان (عيد المهرجان) و(عيد النيروز).
ثم وجد أنه أفضل من أن يتواضع لمشاطرة الطبيعة، فيبتهج كلما ابتهجت الأرض، ويكتئب إذا اكتئبت الأرض، فجعل ينحت من أسماء الآلهة المزعومة أعياده، فكان عيد (أودونيس) وعيد (باخوس) عيد لهذه الآلهة وعيد لتلك الآلهة.
وجائت الأديان، فسحقت العبادات الوثنية، وانهارت الأعياد الوثنية معها، وأنشأت أعياداً أُخر، فنشط (عيد الميلاد) وعيد (الفصح) وعيد (جميع القديسين) و(خميس الجسد).
وفي كل قطر نجد أعياداً خاصة به وبشعبه، ناتجة عن أفكار واتجاهاته، ولكننا نستطيع أن نلخص الأعياد لجميع الأمم الحية والغابرة والطالعة في جملتين:
1ـ أعياد مادية تحيي ذكريات انتصارها، كـ (عيد الحرية) و(عيد النصر) وأعياد وطنية، وأعياد قومية.
2ـ أعياد فكرية، تنسب إلى أمور جديرة بالاهتمام، لتشجيعها والفات النظر إليها، كـ (عيد الطفل) و(عيد الأُم) وأعياد الإبطال، والمناسبات، غير العسكرية.
فما هي أعياد الإسلام؟
إن أعياد الإسلام، هي انتصاراته، ولكن ليست تلك الانتصارات التراثية والتاريخية، وإنما هي الانتصارات الحية الخالدة، التي يعيشها المسلمون اليوم وحتى الأبد، كما عاشها المسلمون في أيام الرسول صلى الله عليه وآله.
لان الإسلام يرى إن الإنسان وجد على وجه الأرض، ليؤدي دور مصارعة مع الشيطان، مدته منذ بلوغه الشرعي حتى موته، لينطوي إلى الآخرة لاستيفاء مكافئته على فوز المعركة أو خسارتها.
فالعدو الوحيد للإنسان هو الشيطان ـ وأما ما سواه فشبيه العدو ـ وصراع الإنسان مع الشيطان، طويل يدوم طول حياته الواعية، ومستمر يظهر في كل نأمة وكِلمَة فالانتصار على هذا العدو، انتصار يستحق إن يبتهج به المسلم ـ في رأي الإسلام ـ وأما الانتصارات الأُخر، فإنها تافهة، لا يقدرها الإسلام بما يساوي الحزن أو الفرح، لأن الإنسان أغلى من المادة، ولم يخلق لهذه الحياة، حتى يعيشها بالأفراح والأحزان (لكيلا تحزنوا على فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم) فمباهج الحياة، لا تسوى إن يفرح بها الإنسان، أو يحزن، وإنما يجدر بالإنسان أن يفرح إذا ربح المعركة، في صراعه مع الشيطان، ويحزن إذا خسر المعركة في صراعه مع الشيطان. (قل بفضل الله، ورحمته فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون).