لم يكن الأسبوع السابع أسبوعًا عاديًا في الكالشيو، فقد شهد السقوط الأول للسيدة العجوز وأمام تفوق كامل من نسور صقلية أو بتعبير آخر هو أسبوع خسارة اليوفنتوس بهدفين دون مقابل أمام باليرمو في جزيرة صقلية.
هو كذلك أسبوع الاثارة الكبرى في مباراة الإنتر أمام أودينيزي والفوز الصعب جدًا للنيراتزوري والذي أعاده للصدارة ولو بالمشاركة مع سامبدرويا، والذي سقط بالتعادل على ملعبه "لويجي فيرارس" بالتعادل أمام بارما في مباراة شهدت عديد الأخطاء التحكيمية.
تلك الأخطاء لم تغب عن مباريات الجولة وأصابت بشكل مؤثر الميلان وأجبرته على التعادل الايجابي مع أتلانتا، وكذلك عكرت صفو احتفالات بولونيا بالمئوية وساهمت في خسارته 3-1 أمام جنوى في مباراة شهدت تألق لافت للنجم المغربي حسين خارجا، ولم تتوقف الأخطاء هنا ... بل حرمت فيورنتينا من فوز صحيح على لاتسيو بعدما لم يحتسب الحكم الهدف السليم لجيلاردينو بحجة أن الكرة لم تدخل المرمى بكامل محيطها !!! رغم أن الاعادة التلفزيونية أكدت عكس ذلك.
التعادلات السلبية كانت حاضرة بقوة خلال الجولة السابعة، وحكمت مباراة باري أمام كاتانيا، وسيينا أمام ليفورنو بجانب مباراة ملعب أرتيمو فرانكي، بينما النتائج السلبية عادت لفريق كالياري بسقوطه المفاجئ على ملعبه أمام كييفو فيرونا أو لنقل أمام تسديدات ماركوليني الصاروخية، وأخيرًا كان الفوز الكبير والرائع لذئاب روما على نابولي بهدفي القائد توتي والذي وصل لهدفه الـ184 في الكالشيو ليعادل رقم زميله السابق "جابرييل عمر باتستوتا" ويستهدف حاليًا النجم التاريخي للكرة الايطالية "جوزيبي سينيوري".
ذلك كان ملخص سريع لأحداث الجولة السابعة، وفيما يلي نقاط ركزنا عليها لرصدها بمزيد من التحليل والنقاش ......
السقوط الأول ...... فيرارا أم لاعبيه !!!
سقط اليوفنتوس للمرة الأولى في الموسم الحالي محليًا وأوروبيًا وخسر مباراته في جزيرة صقلية أمام باليرمو أداءًا ونتيجة، ولم يكن ذلك السقوط سواء تتويج لمسلسل الأداء السلبي للبيانكونيري في الفترة الأخيرة ولن نكون مبالغين إن قلنا أن الفريق لم يقدم أداءًا مقنعًا وقويًا سوى في مباريات قليلة، وفي باقي المباريات كان للحارس بوفون الدور الأكبر في حصد الفريق للنتائج الايجابية خاصة أمام لاتسيو وليفورنو وبوردو الفرنسي.
أصابع الاتهام البيانكونيرية تُشير الى المدرب تشيرو فيرارا وتحمله مسؤولية الأداء الضعيف والنتائج السلبية، خاصة بعد الميركاتو القوي الذي قام به الفريق والتحسن اللافت في جميع خطوطه، والبعض يلتمس العذر للمدرب الشاب ويرى أن الغيابات الكثيرة التي تضرب الفريق وتراجع مستوى بعض اللاعبين هو سبب ما يحدث الآن، ترى من منهم على حق ؟؟ ربما لنا رأي آخر ....
رأينا الآخر يتعلق أساسًا بتبرأة المدرب فيرارا من ذنب النتائج السلبية لليوفنتوس، وذلك لأمرين .... الأول أنه يحاول ويحاول كثيرًا التغيير في أفكاره الفنية واستخدام وتوظيف لاعبيه بحثًا عن الفريق الأفضل لليوفنتوس، حتى أن ذلك يحدث أحيانًا خلال المباراة الواحدة وأكثر من مرة، ولكن في الكثير من المرات لا يجد من اللاعبين من ينفذ له فكره التكتيكي، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ خطة 4-4-2 والاعتماد على الأجنحة حين يغيب دييجو ..... والأمر الثاني يتعلق باللاعبين أنفسهم والتراجع اللافت في مستوى الكثير منهم خاصة كيليني وكامورينيزي وميلو وأماوري وجروسو بجانب التواضع الكبير لجميع اللاعبين في مركز الظهير سواء الأيمن أو الأيسر والوحيد الجيد "جروسو" يلعب بمستوى متذبذب خاصة في الجانب الدفاعي، وذلك الأمر يجعل الأمور أصعب وأصعب على المدرب خاصة في موسم كالموسم الحالي في الكالشيو بكل أنديته القوية ومستوياته المتقاربة.
أمر آخر يجب أن تعلمه وتعيه الجماهير جيدًا وهو ما أكد عليه فيليبي ميلو لاعب وسط اليوفنتوس، وهو حاجة ذلك الفريق للوقت لكي ينسجم ويندمج معًا ومع فكر المدرب فيرارا ويكون قادرًا على الصمود واعادة اليوفنتوس لمنصات التتويج من جديد، فتلك المجموعة لم تلعب معًا سوى من شهرين فقط وجميعنا نرى الفارق الكبير بين اليوفنتوس الحالي واليوفنتوس في الموسم الماضي (على الأقل 5 لاعبين مختلفين بين الفريقين)، ولكن تبقى المشكلة في عدم وجود لاعب واحد قادر على جلب الانتصارات للفريق وحده وبشكل فردي، ليغطي بذلك على الأداء السلبي للفريق ويمنحه الوقت اللازم للتأقلم والانسجام والوصول للمستوى الأفضل وفي نفس الوقت يمنح فيرارا الوقت والأجواء الهادئة المثالية اللازمة من أجل تجربة كل شيء ممكن والاستقرار على الشكل الفني والتشكيل الأمثل للفريق، ذلك اللاعب هو نفسه كريستيانو رونالدو ريال مدريد والذي ساهم بقدراته الفردية بحصد النقاط للفريق ومنح الوقت لمدربه بلجريني، وهو نفسه أحد ثلاثي الإنتر "ميليتو ومايكون وستانكوفيتش" لأن هذا الثلاثي كان العامل الأبرز في نتائج النيراتزوري الممتازة رغم تواضع الأداء في عديد المباريات مما منح مورينهو أيضًا الوقت اللازم للوصول بفريقه للمستوى المطلوب، هذا اللاعب كان دييجو في البداية وقبل اصابته، ولعبه أحيانًا تريزيجيه والذي غيابه عن تشكيل الفريق الأساسي يُعد الخطأ الأكبر للمدرب فيرارا لأنه وحده قادر على اصطياد فرصة وحيدة وترجمتها لهدف وبالتالي تغطية كل عوامل النقص في الفريق حتى تتحسن وتتلاشى تمامًا.
مبروك ..... 100 عام بولونيا
احتفل نادي بولونيا خلال الأسبوع الماضي وتحديدًا في 3 أكتوبر بمئويته الأولى، وجاء الاحتفال رائعًا خاصة في ملعب ريناتو ديلا آرا وخلال المباراة التي خسرها الفريق أمام جنوى في السيريا آ.
بتلك المناسبة نريد أن نهنئ النادي العريق "بولونيا" بتلك المناسبة العزيزة ونود أن نذكر الجميع بالتاريخ الممتاز لذلك النادي صاحب الـ7 ألقاب في بطولة الدوري الايطالي.
تأسس نادي بولونيا عام 1909 بواسطة النسماوي إيميليو أرمستين ، وقد مر النادي خلال فترة وجوده بالكثير من فترات الصعود والهبوط، ولكن تبقى أفضل فتراته على الاطلاق هي العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، والتي حقق خلالها لقب الاسكوديتو 6 مرات أعوام 1925 و1929 و1936 و1937 و1939 و1941 وفاز بالوصافة أكثر من مرة، قبل أن يعود الفريق ليخطف اللقب الغالي عام 1964، ولكنه من بعد تلك الفترة دخل في نفق مظلم لم يخرج منه سوى في مناسبات متباعدة أبرزها فوزه بكأس انترتوتو الأوروبية عام 1998 بقيادة النجم الأسطوري روبرتو باجيو.
وتميز نادي بولونيا بعدد كبير من النجوم الكبيرة التي مرت عليه وارتدت فانلته الزرقاء والحمراء (الروسوبلو)، وأبرزهم الأسطورة روبرتو باجيو والرائع جوزيبي سنيوري وجياكومو بولجاريلي الفائز ببطولة الأمم الأوروبية عام 1968 مع المنتخب الايطالي، بالاضافة لمجموعة اللاعبين الفائزين ببطولة كأس العالم عامي 1934 و1938 مع الآزوري وهم إيرالدو مونزيليو وأنجيلو سكيافو وميكيلي أنديرولو وأميديو بيافاتي وكارلو سيريسولي.
حقًا هو نادي عريق وأحد كلاسيكيات الكالشيو الجميلة والتي نتمنى عودتها من جديد، كما عادت أندية جنوى ونابولي وسامبدوريا لتصول وتجول في ملاعب الكالشيو وترعب الكبير قبل الصغير.
فرانشيسكو توتي ....... ما الذي تفعله !!!!
قالوا تقدم بالعمر، قالوا هو عالة على روما، قالوا الرئيسة روزيلا سينسي تقف بجانبه بدون وجه حق، وقالوا أنه يقف مع روزيلا حتى تجدد له عقده ويبقى في النادي ..... ولكنه رد على الجميع وقال أنا فرانشيسكو توتي أنا رجل روما الأول وأنا أبرز نجوم الكالشيو التاريخيين.
بداية رائعة كانت لتوتي في الموسم الحالي، سواء على الصعيد الأوروبي أو المحلي، وهي البداية التي أثبتت أن وجود توتي بقوة وحيوية يعني وجود روما بقوة وحيوية وقدرة كبيرة على المنافسة، رغم الظروف الصعبة.
ما الذي فعله توتي ؟؟ 10 أهداف في بطولة الدوري الأوروبي تصدر بهم قائمة هدافي البطولة علمًا بأن هداف البطولة بالكامل للموسم الماضي كان فاجنر لاف برصيد 11 هدف.
6 أهداف في بطولة الدوري الايطالي، بالاضافة لصناعته 3 أهداف كانت كفيلة بحصد العديد من النقاط لصالح روما رغم التخبط الكبير وعدم الاستقرار الاداري والفني الذي يمر به النادي حاليًا.
184 هدف في تاريخ الكالشيو بشكل عام، عادل بها رقم الأرجنتيني جابرييل عمر باتستوتا ويستعد الآن لاسقاط رقم النجم الكبير جوزيبي سنيوري والبالغ 188 هدف قبل أن ينتقل لمرحلة أخرى.
24 هدف في عام 2009 تصدر بها قائمة هدافي اللاعبين الطليان بفارق 3 أهداف عن نجم سامبدويا جيامباولو باتزيني، وقد أحرز توتي تلك الأهداف خلال 28 مباراة فقظ !!.
توتي رد على الجميع بالفعل وأثبت أنه لازال يمتلك الكثير والكثير ليقدمه للجيالوروسي وجماهيره الكبيرة، وأكد مقولة أن المعمرين في الدوري الايطالي لا يمكن أن يعاملوا مثل نظرائهم في الدوريات الأخرى نظرًا للفارق الكبير في الاعداد البدني للاعبين داخل الأندية الايطالية والذي يُعد الأكثر تميزًا في القارة العجوز.
للأسف تعرض النجم الكبير لاصابة خلال مباراة فريقه الأخيرة أمام نابولي والتي سجل خلالها هدفي الفوز لذئاب العاصمة، ومن المحتمل غيابه عن القمة القادمة حين يواجه فريقه فريق الميلان على ملعب سان سيرو -المفضل للنجم الكبير- في الجولة القادمة للكالشيو، وجميعنا سواء كمشجعين لروما أم لا نأمل بتواجد توتي على أرض ملعب سان سيرو لزيادة جرعة المتعة والاثارة في المباراة المنتظرة وإن كان جمهور الميلان ربما يرفض تلك الفكرة.
تُرى أين سيتوقف توتي في الموسم الحالي ؟ وأين ستتوقف أهدافه المتتالية !!!
4 أهداف في 7 مباريات ..... أي كارثة تلك يا ميلان !!!
فعلًا هي الكارثة، 4 أهداف خلال 7 مباريات في الكالشيو بمعدل نصف هدف في المباراة تقريبًا، وهو عدد الأهداف الأقل لفريق في الكالشيو بعد فريقي أتلانتا وليفورنو متذيلي الترتيب في البطولة.
ترى ما هي المشكلة ؟؟ هل مهاجمي الروسونيري تنقصهم المهارة أو القدرة التهديفية !!! أم أن خطط المدرب ليوناردو لا تناسب هؤلاء المهاجمين وتقلل من قدراتهم التهديفية !! أم أن الأمر عدم توفيق مبالغ به يقف ضد الفريق.
من خلال متابعتي الحثيثة للفريق ومبارياته أجد أن السبب هو تلك العوامل الثلاثة مجتمعة معًا، أبدأ بالعامل الأخير والذي ظهر بشكل قوي في مباريات أودينيزي وليفورنو وأتلانتا سواء من خلال التألق اللافت لحراس المرمى المنافسين أو الكرات التي ترتد من عارضة وقائمي المرمى، وإن كان في نفس تلك المباريات التوفيق يقف كثيرًا مع القوات الدفاعية للميلان نفسه، مما يوحي بأن القدر يريد لتلك المباريات أن تكون قليلة الأهداف أو أن تكون أهدافها صعبة وعزيزة للغاية.
العامل الثاني هو المهاجمين أنفسهم وقدراتهم التهديفية، ومما لا يخفى على أحد أن الميلان الآن لا يمتلك ذلك المهاجم القادر على قيادة الهجوم بشكل فردي وممتاز، والحقيقة أن الفريق يفتقد ذلك اللاعب منذ رحيل النجم الأوكراني أندريه شيفشينكو صيف 2006، وقد استبشرت الجماهير خيرًا بالموهوب البرازيلي "باتو" ولكن مستوى اللاعب الشاب متراجع بقوة منذ بداية الموسم الماضي وهو الأمر الذي يُعد علامة الاستفهام الأكبر داخل صفوف الفريق، بجانب باتو يمتلك الفريق عدد من المهاجمين المتمركزين وهم الثلاثي بورييلو وهونتلار وإنزاجي، وباستثناء الأخير الذي يبلي حسنًا كلما يشارك فلا يزال الثنائي الأول خارج الخدمة تمامًا، فالأول مصاب وكلما يعود يصاب والثاني لم ينسجم حتى الآن مع الكرة الايطالية ولم يفرض نفسه على التشكيل الأساسي للمدرب ليوناردو، مما جعل الأمور صعبة جدًا جدًا على الفريق خاصة مع التراجع في مستوى لاعبي الوسط المهاجم رونالدينو وسيدورف.
العامل الثالث هو الأبرز، ويتعلق بالجانب الفني والخططي من المدرب ليونادرو، وبالتحديد خط وسط الفريق والقوة الهجومية داخله، فلا يمكن للاعب مثل جاتوزو أن يقدم أي اضافة للقوة الهجومية للفريق وكذلك لا يمكن أن تضع اللاعب الأسرع والأفضل في التمريرات العرضية "أباتي" في الخط الخلفي، ولا يمكن أن يستمر الفريق في الاعتماد على جمل هجومية كشفت تمامًا وحفظها المنافسون عن ظهر قلب والحديث يتعلق هنا بالتمريرة العميقة الساقطة من بيرلو لأحد المنطلقين داخل منطقة الجزاء (وإن كانت تلك الجملة قد أتت فائدتها في مباراة أتلانتا الأخيرة) ...... أمر هام جدًا يؤثر سلبًا على القوة الهجومية للفريق هو الحركة بدون كرة والتي تكاد تكون منعدمة بشكل كامل من جميع لاعبي الفريق، فاللاعب يتحرك فقط حين يمتلك الكرة ويظهر أداءًا جيدًا الى حد كبير لكنه بمجرد أن يمرر الكرة أو يفقدها يقف كالمفترج يتابع المباراة بدون أن يتحرك ويفتح المساحة ويساعد زميله على التخلص من الآليات الدفاعية للمنافس، وتلك هي المشكلة الأكبر في ميلان ليوناردو والتي يجب أن يتخلص منها بسرعة وإلا لن تتحسن النتائج وستكون النتيجة النهائية عودته لمنصبه القديم ككشاف للميلان في قارة أمريكا الجنوبية.
مع هذا لا يمكن أن نُهمل خطأ ادارة الميلان في الصيف الماضي، بعدم التعاقد مع ظهيرين يتمتعا بالقدرة على الأداء الهجومي الايجابي والأهم التمرير العرضي المتقن أو الاختراقات المهارية القطرية، بالاضافة لعدم التعاقد مع لاعب وسط مهاجم يُعوض رحيل البرازيلي كاكا، والأهم عدم التعاقد مع لاعبين وسط يمتلكون من القدارات الهجومية ما يوازن قدراتهم الدفاعية والتخلص من الأسماء التي لم تعد تقدم الدعم المطلوب للفريق هجوميًا خاصة جاتوزو وأمبروسيني وربما الفرنسي فلاميني، والقصد هنا التعاقد مع لاعبين مثل فابريجاس أوهيرنانيس أو ليديسما أو فان دار فارت أو غيرهم من الأسماء التي كانت متاحة وسهلة خلال الصيف الماضي.
تُرى كيف سيحل ليوناردو مشكلة الميلان الهجومية ؟ والأهم، هل سيمتلك الوقت ليجد الحلول لتلك المشكلة !!!.
تلك كانت نقاطنا التي رصدناها خلال الأسبوع الأخير للكالشيو، فأمتعونا بنقاشكم معنا...